بسم الله الرحمن الرحيم
هذا تفريغ لكلمة للوالد الشيخ: إحسان العتيبي _حفظهُ الله_ عن هديِ النبي _صلى الله عليه وسلم _ في العشرِ الأواخر من رمضان
نفعكم الله بها
الحمد لله رب العالمين
نتكلمُ في دقائقَ قليلة حول هديه _ صلى الله
عليه وسلم _ في العشر الأواخر من رمضان -:
أولاً أُنبّه أن النبي _ صلى الله عليه وسلم
ما كانَ يفعلُه من عبادات خارج شهر رمضان لم يَكُن ليبتدئ بها في رمضان ، فرمضان كان
شهرا ليزيد فيه المسلم من طاعته كما كان يفعله _ صلى الله عليه وسلم_
فقد كان _صلى الله عليه وسلم _ أجودَ الناس
وكان أجود مـا يكُون في رمضان
وكانَ يصلّي من الليل وأكثر ما يُصلي في
رمضان وهكذا..
ليس هُناكَ من عبادة يُمكن أن نجعلها خاصة
إلا ما كانت تختص به أيّام وليالي رمضان مثل"الاعتكاف "
ومع ذلك لمّا كان قد حصل معه _صلى الله عليه
وسلّمَ _ ظرفٌ في رمضان قضى الاعتكاف في شوال
وكان من هديه _صلى الله عليه وسلم _ يُحيي
ليلَهُ في العشر الأواخر من رمضان ، وكانَ يُوقظ أهلهُ ، ويشدّ مئزرهُ كما نقلت
ذلك نساءه _ رضيَ الله عنهن_
فيُحيي ليلهُ بالصلاة ، ويحيي ليْله بالدُعاء ،
ويحيي ليله بالاستغفار وكانَ يوقظ أهله ليفعلن ذلك وهو الأب وهو المُربي وهو
الزوْج وهو النبي _صلى الله عليه وسلم _
وكان يشدّ مئزره بمعنى : أنه يشتدّ في العبادة
بقدرِ ما يستطيع ، وبعض العُلماء يرى أن شد المئزر كناية عن الابتعاد عن الجماع
وهذا ليس براجح ،لأن الجماع قد يكون مما يحفظ الإنسان نفسه عن المحرمات وبنفس
الوقت له فيه أجر كما قال النبي _صلى الله عليه وسلم_
فالراجح أن شد المئزر كناية
عن شدته في العبادة والدعاء والاستغفار
وكان النبي _صلى الله عليه وسلم يعتكف في كل
رمضان "العشر الأواخر" فلمّـا كانَ العام الذي قُبض فيه ، اعتكف عشرين
يوما
وكان _صلى الله عليه وسلم في العشر الأواخر
يتحرى ليلة القدر هذه الليلة العظيمة التي يفرق فيها كل أمر
حكيم بمعنى : أن الله
سبحانه وتعالى ينقل من اللوح المحفوظ إلى الملائكة الكَتبة ما يكون في هذا العام ،
وهيَ ليلة مباركة يقول فيها عز وجل {إنا أنزلناهُ في ليلة القدر} وهي ليلة مباركة
كما نصّ عليها الرب سُبحانه وتعالى
والعِبادة في هذه الليلة خيْرٌ من ألفِ شهر وليس
مثل ألف شهر بل خير من ألف شهر
وهذه الليلة هي التي أنزل الله _سبحانه وتعالى _ فيها القرآن ، وهذه الليلة هي التي ذكر الله سُبحانه وتعالى سورة كاملة باسمها
وكانَ يتحراها _صلى الله عليه وسلم_ وكانَ يقول " من قام ليلة القدر إيمانا
واحتسابا غُفِر له ما تقدّم من ذنبه "
فهذا كان من هديهِ _صلى الله عليه وسلم _ في
العشر الأواخر من رمضان
وكان _صلى الله عليه وسلم_ مثالاً للعابد الذي
انقطع ليكون في خلوةٍ مع ربّه وهذا هو معنى الاعتكاف الذي أشار إليه النبي _صلى الله
عليه وسلم _ وهو الانقطاع عن الأعمال وعن الدنيا
وأما أن يكونَ الإنسان معتكفا وهو معه جواله
ويكلم الناس ويُكلّم أهله ويُراسل الآخرين فهذا ليس هو الاعتكاف المُراد
وكان هذا الهدي هوَ أكمل الهدي ، فحيثُ جاءت
العشر الأواخر جاء معها شدة العبادة منه _صلى الله عليه
وسلم_وليس ذلك على نفسه
فحسب بل كان يوقظُ أهله ليدركن هذه الفضائل العظيمة لهذه الليالي المباركة
وهذا
درس لكل أب ولكل زوج أن يكون قدوته النبي _صلى الله عليه وسلم _ في هذا الباب
أسأل الله لي ولكم التوفيق والفوز والفلاح في
الدنيا والآخرة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق